|
|
|
|
الدعم الفني؛ مهنة أم امتهان؟
تاريخ الخبر :
|
لم يعد "الدعم الفني" مفهوماً مرتكزاً في الأذهان كما كان من قبل، إنما أصبحت هذه العبارة روتيناً تقنياً نجدها في كل شركة أو مشروع، حتى أصبحنا نراها في مواقع ثقافية أو عادية لا تحمل أي طابع خدمي، ولا تتواصل مع زوارها من منطلق زبائن وعملاء وتقديم خدمات لهم، إنما كل ما في الأمر أن يقوم صاحب الموقع بتركيب أحد سكربتات الدعم الفني الجاهزة ليبدي استعداده التام للإجابة على التذاكر والاستفسارات العامة.
ليس هذا ما أودّ الحديث عنه، إنما المشكلة تحصل عندما يتطوع البعض – وبحسن نية غالباً – لتقديم ما يسمى بدعمٍ فني، دون وجود خلفية علمية وتقنية تامة، ليحصل حينها خلط الحابل بالنابل والإرشاد اللامسؤول، فتحصل المضرة بدل المنفعة.
لكن السؤال هنا: لم يتطوع البعض لتقديم دعمٍ في حين عدم وجود مؤهلات تمنحه هذه الثقة من الناس أو من أصحاب المواقع تحديداً؟!
والإجابة على ذلك تتلخص في نقاطٍ عدة؛ من أهمّها رغبة مقدِّم الدعم على السمعة والشهرة، خاصة مع وجود أشخاص كثيرين يبحثون عن أي نوع من المساعدة المجانية أو الرخيصة على حساب الجودة وإتقان العمل.
لنضرب مثالاً أوضح: كم من الأشخاص والشركات ممّن يقدم خدمة حماية المنتديات على سبيل المثال؟ مقابل ثمن بخس أو حتى مجاناً! في حين نعرف جيداً الكمّ الكبير من المنتديات التي يتم اختراقها دوماً حتى مع وجود هذه الحمايات المزعومة.
مشكلة الكثيرين من مقدمي الدعم وممن يقدمون أنفسهم على أنهم حماة منتديات لا يقومون سوى بإجراء خطوات تعلّموها من خلال بعض الشروحات وقرؤوها في بعض المنتديات، ثمّ يقومون بتطبيقها كما تعلّموها بالضبط، دون وجود عاملين رئيسيين: الوعي الكامل لما يفعلونه والإداك للخطوات التي يقومون بها أولاً، وعدم وجود الإبداع والتغيير في روتين الحماية التي يجيدونها ثانياً، وبذلك سيكون المخترق فاهماً لهذه الخطوات ويسعى من أجل تخطيها أو إيجاد طرق جديدة لها، فتشفير الملفات يمكن فكها وتغيير مسار بعض الملفات يمكن معرفتها وكلّ الحيل أصبحت معروفة وواضحة.
بهذا المفهوم أصبح الدعم الفني لدينا آلة تطبيقية لا فكرة إبداعية ولا خدمة تتمتّع بالخبرة والفهم، ولم يعد مقدّمي الدعم من هذا النوع ما يميّز بعضهم عن الآخر سوى بالأسعار مثلاً أو سرعة تنفيذ الطلب وما شاكل ذلك.
من واقع اطلاع؛ فإن غالبية شركاتنا ومن يقدمون الدعم تغيب عنهم العقليات البرمجية، لذا فهم يطبقون نظام الخطوات المحفوظة في حل المشاكل غالباً، فتكون الحلول عقيمة وناقصة إن لم يكن الحل مشكلة بحد ذاته!
هذه المشكلة تتضح بجلاءٍ أكثر في المواقع التطويرية العامة، وتكون أكبر في المواقع التي يشترك فيها الكل لمساعدة بعضهم البعض، فنرى حلولاً تكون أقلّ مما يصدق عليها حلولا.
أما الطامة فتحصل مع المنتديات العامة التي لا تمت للتطوير بصلة، لكننا نجد بين أروقتها بعض الحقول الخاصة بالتطوير، دون أن يكون لأصحابها خبرة كافية في هذا المجال ولا لأعضائها، فيتم تداول المعلومات المغلوطة والحلول الناقصة وحتى الإضافات البرمجية الملغومة بملفات الشل والاختراق، فيصبح الدواء داءً عضال.
ما هي الحلول؟
أولاً: حاول مراجعة المواقع والأشخاص المختصين وذوي الخبرة، فلا تأخذ كل معلومة تجدها في أي مكان أخذ المسلّمات، ولا تثق بأي من يحاول أن يقدم لك ما تحتاجه ولو بحسن نية.
ثانياً: لا تجعل موقعك مختبراً لكلّ ما تحصل عليه من برمجيات وتطبيق شروحات قد يكون ضررها أبلغ من نفعها.
ثالثاً: حاول مراجعة مستضيفك في الأمور التي تشكّ فيها في حال كان المستضيف يقدم لك هذا النوع من الدعم، أو اشترك بخدمة دعمٍ فني لشركة موثوقة تستطيع التمييز بين الصحيح من السقيم لك.
رابعاً: إكتسب أنت الخبرة التي تحتاجها قدر الإمكان، فلا تكن اتكالياً على غيرك في كل شيء، بل حاول أن تكون فاهماً في كلّ ما يجري في موقعك وما تعمله من أجل تطويره، وحاول فهم الخطوات من حيث آلياتها وحقيقتها لا مجرّد حفظ لخطوات تطبيقها.
* * * * *
ختاماً: لا يقصد هذا المقال أي جهات أو شركات محددة، إنما هو مقال توعوي لأصحاب المواقع لا غير، ولا توجد هناك أي غاية خاصة منه سوى توجيههم إلى الصواب، حيث سبق وأن لاحظت الكثيرين ممن يشتكي من مشاكل وقع فيها بسبب لجوئه إلى دعم فني أفسد عليه منتداه بدل إصلاحه، أو من استخدم برمجيات منتشرة على الانترنت عادت عليه بالضرر بدل المنفعة، ولأن الانترنت سوق حر وساحة مفتوحة، كان من الضروري وجود مثل هذه المقالات التي ترشدهم إلى الصحيح من الغلط، خاصة للمبتدئين الجدد الذين بدؤوا للتو خوض هذا العالم.
|
|
|
|
جميع الحقوق محفوظة 2023 © - اكاد هوست
|